الرئيسية / مقالات / مقالة | ودية تونس كشفت لكاتانيتش رتابة الهجوم والهفوات الدفاعية
زين العراق.. اقوى.. أسرع شبكة في العراق

مقالة | ودية تونس كشفت لكاتانيتش رتابة الهجوم والهفوات الدفاعية

تحليل – علي النعيمي

قبل أيام خاض منتخبنا الوطني بكرة القدم لقاءً ودياً امام نظيره التونسي انتهى لمصلحة نسور قرطاج بهدفين نظيفين وقد شهد احداثاً فنية متغيرة تتضح من خلال النمطية في التحضير والرتابة في التكتيك الهجومي بالاعتماد على المهاجم الواحد في الاستلام والانهاء وفضلا عن الهفوات الدفاعية وثمة مشاكل أخرى في طريقة اللعب التي يجب ان تتلاءم مع قدرات اللاعبين في الحالتين الهجومية والدفاعية وقد عانى كاتانيتش من غياب العديد من الركائز الأساسية لإسباب مختلفة وكانت هذه المباراة فرصة جيدة لتجريب عدد من الأسماء على غرار محمد قاسم وميثم جبار وبالتالي فأن جميع المواجهات التجريبية تصب لمصلحة الجهاز التدريبي الذي يهتم كثيراً بهكذا جزئيات وتفاصيل وسيسعى في المستقبل القريب الى معالجتها والتعديل على طرق اللعب عبر التدريب والتوظيف المثالي، لكن ما استوقفنا في هذه المباراة اننا قرأنا تصريحات منسوبة للمدرب كاتانيتش قبل ودية تونس مشيراً الى أنه “سيركز على compact defence أو دفاع المتراص والتحرك بكتلة واحدة امام رباعي او خماسي الهجوم التونسي من اجل قطع مسارات التمرير واللعب بين الخطوط او الخط الواحد”، لكنه ومن خلال الشوط الاول وبعض دقائق الشوط الثاني لم نلاحظ هذا التماسك الدفاعي بين خطي الوسط والدفاع والتحرك الجماعي في مهاجمة الكرة وتعقيد خيارات التمرير امام المنافس التونسي بل كانت هناك مشكلة واضحة في التكتيك الدفاعي المطبق من اجل الحد من خطورة لاعبي المنافس .

المشاكل الدفاعية
واحدة من المشاكل المشخصة من قبل الجميع والجمهور الرياضي قبل المتخصصين هي مشكلة التنظيم الدفاعي بشقيه الجماعي الذي يشترك فيه جميع لاعبي الفريق لتكوين الزيادة العددية في الخلف او الدفاع الفردي الذي يتعلق بتكنيك اللاعب وسرعة توقعه في الحل والقطع ولحظة اتخاذ القرار وحالات ( 1vs1) ، لذا واجه منتخبنا في ودية تونس مشاكل كثيرة تتعلق بصعوبة مراقبة وملازمة تحركات مهاجمي تونس والحد من اللامركزية في تموضعهم واستلامهم للكرات بين خطوط اللعب لاسيما في المناطق القريبة من مرمى جلال حسن بالإضافة الى التعامل الصحيح مع انسيابية الفريق المنافس في توزيع الكرات والتمرير البيني الى عمقنا او الى طرفي الملعب، وخير مثال على ذلك طريقة تسجيل الهدفين في مرمانا.

الهدف الاول
وقد كشف بوضوح عن حالة التفكك وعدم المخاطبة بين اللاعبين والتحول ككتلة واحدة في سد الثغرات وتقريب المساحات وقد كان مصدره كرة تتحول من جهة اليسار الى جهة اليمين للدفاع العراقي يتقدم الظهير معلول ويقوم بتبادل النقلات مع بسام الصرارفي عبر التمرير الجداري وسط تباعد واضح في مسافة الضغط بين همام طارق والظهير سامح سعيد وعدم فعالية في القطع من قبل امجد عطوان وبحيث ضرب التنظيم الدفاعي بسهولة كبيرة ويرسل الصرارفي كرته الى القادم من الخلف الخرزي الذي سجل الهدف الاول بفضل تمركزه الي متجاوزا نقطة الجزاء وقد استغل انشغال سبعة مدافعين عراقيين باتجاه مهاجم واحد!!.

الهدف الثاني
اما الهدف الثاني جاء من كرة مشتركة بين الخزري و امجد عطوان الذي لم يحسن التعامل معها في جهة يسار الدفاع العراقي لتتحول الى ركلة تماس ينجح الظهير التونسي دراقر في اجتياز امجد عطوان وضرغام إسماعيل معاً بالتخطي والدربيل مع الكرة في منطقة الجزاء وقد وقف خمسة من مدافعينا على خط واحد امامهم ثلاثة مهاجمين تونسيين باتجاه نقطة الجزاء، في ما اكتفى كل من همام طارق وعلاء عباس ومهند علي بمشاهدة منافسيهم وهم يتناقلون الكرات فيما بينهم لتصل الى الصرارفي الذي اودعها بسهولة في مرمى جلال حسن من دون أي مشاركة او اعتراض ومحاولة لمهاجمة الكرة من قبل الظهير سامح سعيد .

بناء الهجمات
لم نلمس أي تنوع في بناء الهجمات التي اقتصرت الى الكرات الطويلة او الكرات البينية المرسلة الى مهند علي وجاستين ميرام في الشوط الاول والى ايمن حسين في الشوط الثانية ولم نر التحضير المتسلسل من الخلف الى الامام الا في الشوط الثاني بسبب التغييرات التي اجراها كاتانيتش بدخول حسين علي ومازن فياض ومحمد قاسم لكن دعونا نتساءل هنا: هل نجح كاتانيتش في توظيف ميمي في مركز اليمين لتفعيل خط الهجوم وأداء دور الجناح في الطرف الذي يعمل خلخلة التنظيم الدفاعي والبحث عن الفراغات البعيدة عن التغطية والرهان على قوته البدنية في افتكاك الكرة والتصويت بكلا القدمين بعكس زاوية المدافع وتمركزه ومن أوضاع مختلفة بحكم قدرته على المراوغة التخطي من حالة واحد ضد واحد او ضد اثنين والتحكم بالكرة ومن ثم التحول الى مهاجم فعال الى جانب علاء عباس الذي لعب شوطا واحدا فقط بعبارة أخرى وهل وصل كلا ميمي الى الاتقان العالي والفهم العميق لطبيعة ادواره الأساسية والمركبة والانصهار في بوتقة الواجبات عند تنفيذ التكتيك الهجومي وفق طريقة لعب معينة؟.

الجواب عند كاتانيتش
هكذا أجوبة وغيرها ستكون بعهدة المدرب كاتانيتش وجهازه الفني المساعد الذي قطعا استفاد بشكل كبير من ودية تونس وسوف يهم بمعالجة تلك الهفوات الواردة كون ان اللقاءات الودية جاءت لهكذا أمور تقييمية ومن الحكم على جودة الأداء وقياس فعالية التطبيق من قبل اللاعبين ومن ثم إيجاد الحلول لمعالجة الهفوات…لاسيما ان خطه الهجومي بحاجة الى هضم الواجبات التكتيكية والادوار في منطقة الجزاء وصولا الى التآلف الذهني والفني لحظة اتخاذ القرار بعيداً عن نمطية لعب الكرات العالية فقط إلى ميمي الذي لم فضل الحلول الفردية على العمل الجماعي في توزيع الكرات والتمرير السهل الى زملائه.

عن IQpro

شاهد أيضاً

مقالة : كاتانيتش .. وأستراتيجبة البناء والصبر

بقلم  / محمد الزيدي منذ رحيل المدرب البرازيلي زيكو في نهاية ٢٠١٣ ومنتخبنا لم يشهد …

من سويسرا | تقرير شامل: كل ما جرى في محكمة “كاس” في اليوم الاول

خاص | Iq-pro.net جرت احداث جلسة اليوم الاول لمحكمة التحكيم الرياضي “كاس” في مدينة لوزان …